wrapper

الأحد 28 أبريل 2024

مختصرات :

قراءة نقديّة: أ. بسمة الحاج يحيى | تونس 

 

الدّومينو (قصّة قصيرة): من وسط الرّماد والرّكام تفرّست أمرا رهيبا، كان مشهدا مريعا ينطق بالخراب.. حظيرة شاحنات تفحّمت بالكامل، ومكتب الحالة المدنيّة أتلف آخر ملفّاته  لمولود جديد يحمل إسم ( سعيد) أمّا لقبه كان يحجبه السّواد...

يتطلّعون في هذه إلى خارج العالم، وحتّى حافلة نقل تلاميذ المدارس لم تسلمفي المقهى المقابل جندي قد بُترت يده اليمنى و أحيل على المعاش قهرا، وإرهابي آخر سلّم نفسه قربانا ، بعد أن فقد ساقيهيتقاسمان طاولة ويزمجران بالزّعيق، وبحماسة على لعبة الدّومينوفي الزّاوية المقابلة للمحلّ رجلان يستمتعان بكأسين من الشّاي، قال أحدهما للآخرقد عثرت عليهم بشقّ الأنفسرد ّعليه صاحبه: وأين وصل ثمنها الأخير؟

أجابه بثقة: لا تتعجّل يا صديقي، سيهجرونها ولن يجدوا أحدا يدفع لهم دينارا لعرضهم البائس
فعلمت في الحين، أنّهم مجرّد سماسرة
عند مخرج المقهى قال الإرهابي لذلك الجندي
- من العادة أنّ اللّعبة يديرها أربعة لاعبين.
رد ّعليه الجندي :أظنّ يا صديقي أنّك مخطئ .
- كيف ؟
ج/ يظهر للعيان أربعة، لكن في الحقيقة يديرها إثنان فالتّوابع لا تحسب .
- إ/ نعم أنت محقّ، لم أنتبه ... ليتني كنت أحسن لعبة الدّومينو من قبل .
ج/ لا عليك وانتبه معي ... إذا صادفتك الأحجار الكبيرة فارمِها مبكّرا ولا تحتفظ بها قد ترهقك... أمّا الأحجار الصّغيرة تنبئ بقفلة مفاجئة.
- إ/ نعم ...و أنا أيضا...لو كنّا نحسن لعبها لما فقدنا أطرافنا.
عمّ الهدوء، فهذه الأماكن لا يزيّنها إلّا الضّجيج ؛ وترى يد النّادل إلى عنقه ...حتّى فناجين الشّاي والقهوة يرتشفونها بسخرية، الخاسر سيدفع ثمنها مرغما ...
ج: إنه قانون اللّعبة يا صديقي...
- إ : نعم نحن من افتعلنا هذه القوانين الجائرة
ج: المقهى جزء من مجتمعنا
- إ: بلا شكّ ...وقد تظهر فيها الميولات والطّبقيّة .
ج: لا حياة هنا سوى الإنتظار والوقوف
- إ: أصحاب المدن يعيبون على هذه الأماكن وينبذونها ..
ج: فهمتك صديقي ..
- إ : تقصد (فلاج الواقفين)...أنا مستثني من هذه لأنّني لن أقف إلّا في قبري هاهاهاها.
قلت في نفسي: أجزم أنّ هذا المنظر رأيته من قبل!
- وقال يوسف: أجزم أنّني قد رأيته
أين؟
- الله أعلم !
مازالت تلك الأحداث تعيد نفسها هنا وهناك بين الواقع والخيال، أظنّه يبحث فيها عن حلقة مفقودة وقد يجد حقيقة ما في الخيال بدلا أن يحلم بها في الواقع.
يتألّم في صمت، لأنّنا معطوبو الفكر !
أثناء سيرهما رسم الجندي بعضا من أحداثه على جدار قديم بأذرع من حطب، نصفه يابس والباقي متفحّم... وأردف عبارة مع رسمه " الأغصان الّتي غادرها النّدى لا تصلح إلّا للنّار " في اللّحظة تألّم الإرهابي قائلا " هذه يدي الّتي أفتقدها " ...ثم تعانقا وأكملا سيرهما
بقلم رحو شرقي

****

قراءة نقديّة للقصّة

ـ بسمة الحاج يحيى/تـونس

هي لعبة الحياة، منذ الأزل قامت على الثّنائي؛ الحياة و الموت. و كأنّ الحياة صراع أو لا تكون. مع أنّ الإنسانيّة تحمل معانٍ أعمق من صراع يكاد يلغي أو هو ألغى فعلا كينونتها و تمثّلاتها بحياة على بسيطة طرد إليها آدم أو هو أنزل إليها قسرا بسبب هفوة. و إلى اليوم يدفع البشر ثمن تلك الهفوة. من جنّة عرضها السّماوات و الأرض إلى رقعة سوداء، لم تحمل معالم الجنّة. لتكون بفكر الإنسان إمّا جنّة أو نارا. لم تكن إسما على مسمّى إطلاقا، و لم تكن حقّا بسيطة. و هذا تاريخ البشريّة يشهد منذ أوّل صراع على سطحها انّها أتخنت بدماء المستضعفين. و كأنّ الصّراع منذ بدء الخلق يدور حول افتكاك جنّة، لكن مقابلها، يكون قذف النّيران بعيدا حتّى لا تشوب الجنّة المظفور بها أيّة شائبة.
إذن، بهذا المنظار يسهل تقسيم و فهم التّقسيم المعتمد للرّقع الجغرافيّة على وجه البسيطة. و الكاتب الأستاذ رحو شرقيّ ابتدأ فصول الحكاية من هذه الرّقعة؛ حيث الرّماد و الرّكام و الخراب... فكيف لحياة أن تكون بهكذا رقعة؟ و فعلا لم تكن، أو على الوجه الأصحّ كانت في أبشع مظاهرها، ليخرج لنا مولود من خانة مكتب الحالة المدنيّة في شكل يشبه كثيرا شكل الإنسان، فالإنسانيّة وصمة عار التصقت بالكائنات البشريّة، في لعبة أقحموا عبرها ليكون كلّ المواليد المنبثقين عنها على شاكلة نفس ذاك المولود؛ "سعيد". سعيد الّذي تفحّم لقبه فبقي نكرة، مبتورا من أيّ تعريف آخر غير اسمه الّذي يحمل تناقضا لم يبق من معناه سوى "حلم" بالسّعادة و قد صارت شبه مستحيلة مادامت النيران تقذف بذاك المكان لضمان جنّة أكيدة بربوع أخرى خلقت جنّتها و وفّرت أسباب الرّاحة لمواطنيها. إذن، ما عاد متّسع من فكر للحديث عن جنّة و قد صرنا برقعة تحمل مواصفات حيكت و قُرّرت و أمضى أصحاب القرار بشأنها؛ أنّها مناطق منكوبة أو هي مناطق عالم ثالث لا ينتمي لجنّة الخلد الدّائم.
لنعد إذن لذاك المخلوق السّعيد و الّذي كما أشرنا يشبه الكثيرين اللّذين يتشابهون في السّعادة و يختلفون فقط بدرجاتها؛ فبينما البعض يحمل عاهته بين أصابع كفّه ليخطّ بها سجلّ تاريخه غير المشرق بغصن غاب عنه النّدى، يبكي آخر على حظّه أخذ منه ساقين اثنتين حتّى لا يجرؤ على التّقدّم نحو الأفضل. و يبقى الحلم مجرّد ثرثرة على أنقاض مقهًى يجمع خليطا من زمرة متحوّلة، تشبه كثيرا ملامح الإنسان الأوّل، لكن ببعض بتر أخذ من كلّهم أو بعضهم بعض أشلاء، فلا هم أحياء و لا هم أموات. أشلاء صاروا يتحرّكون في بهتة و في سكون، في هدوء و في برودة ليناقشوا لعبة ليسوا هم أبطالها الحقيقيّين بل هم مجرّد شخوص يسيّرها كاتب التّاريخ ليكون وجودهم مجرّد تذكير لصورة و كينونة لبسوا رداءها فأتقنوا أدوارهم داخلها بجدارة. بينما أبطال عليا تحرّك ميولاتهم، أهوائهم، أحلامهم و طموحاتهم... و أوّل ما يقع الحجر، تقع كلّ الأحجار. ثمّ تصنّف رقع هزّها الشّغف و الحلم إلى عصيان و تمرّد. فنكّلت بها يد الأسياد تنكيلا، و ذوقوا فلن نزيدكم اليوم سوى عذابا تلو العذاب. يبكي والد على أنقاض مبنى ابتلع بين أحشائه أرواحا ما عاد لها ثمن يستحقّ البكاء بتقرير من صنّاع اللّعبة اللّذين صنّفوا الحجار إلى كبيرة و أخرى صغيرة؛ فإمّا أن تكون الأكبر و يسقط من بعدك الطّوفان. أو تكن حجرا ضعيفا، ضئيلا، ترمى عليك الأثقال دون أن يذاع لك صيت أو تبكيك مآق لحسن أو لكبرياء كان فيك
ثمّ برشفة شاي يدلقها زائر مقهى ليتمّ دردشة بسيطة، تافهة، عن قرار لعبة صنّفت أنّ الخاسر هو من يدفع الثّمن، و يبتئس شريكه بالمقهى وهو يتجرّع بقايا مشروب قد علم منذ البداية أنّ القانون لن ينصفه و أنّه سيدفع بدل الثّمن أرواحا عزيزة عليه و رفقة ستهجره إلى الأبد أو إلى أن يلحقها تحت ثرًى سيحوي جميعهم و لا أحد سيدقّق الحساب أو يتراجع، فحين تثخن الجيوب و تمتلئ و تفيض حسابات البنوك و تكاد لا تحصي أيّ مسمّى بعد المليار أو البليار قد يستوجب منها استنباطا، فلا يسعها إلّا أن تستنبط بدل المسمّيات مسمّيات أخرى لألعاب أخرى أكثر ربحا و أشدّ وقعا ببنود تحمي الإنسانيّة بشقّ آخر، بعيد عن هذا الدّمار و عن هذا الخراب، بشقّ هنالك بجنّة على مقاس الأنسانيّة الحقّ، حيث المواطنون يشبهون الإنسان في هيأته الأولى. هيأة الإنسان الجدير بجنّة من إبداع فكر إنسانيّ لا يشبه تلك الخيالات و الهياكل المتحرّكة؛ هياكل تعرج نحو مقهًى لتتفاجأ أنّ إدارة بعض الألعاب قد لا تستوجب حضورهم ما لم يتقنوا دورهم الهزيل و لم يتفطّنوا من التّابع و من المتبوع.. و خيالات أخرى تحتسي كأسا مرّة بطعم مجهول لا يشبه طعم شراب الفرح أو السّعادة مادام "سعيد" لم يتعرّف بعدُ على لقبه بعدما أتلف مع آخر الملفّات. كما أتلفت كلّ الملفّات الّتي تخصّ تعريفه كبشريّ تمثّل بهذه الرّقعة السّوداء. لتعاد الأحداث هنا و هناك برقع كثيرة متشابهة في اللّون، في الخراب، في الهويّة المعدومة إلّا من حروف عربيّة تجمعها و لا تكاد تنطقها لرفع لبس تمادى بالأزمنة الأخيرة. و تمادى صمت ثقيل عبث بملامح هويّة و كرامة ليقف الكاتب مع المنتظرين الواقفين، و ليعلن أنّه رأى هذه الأحداث بغير ذا المكان. و يؤيّده يوسف أن نعم، أجزم أنّني رأيت هذا المنظر، أين؟ لا علم أكيد أين، لكن ربّ العباد بيده كلّ أمر وهو على علم بكلّ الأمور؛ ربّما بجبّ حوى يوسف النّبيء ذات ظلم من الإنسان لأخيه الإنسان؟ أو جنّة تراءت له بحلم و رؤيا أنّ هنالك جنّة بمصر، بإحدى الرّقع البعيدة، عند عزيز مصر أو عزيز مقتدر؟ و يقبع يوسف بالجبّ علّ بعض سيّارة يرفعونه كما يرفع الإناء أو يباع كما تباع القضايا بالمزاد الرّخيص؟ و بيعت الإنسانيّة بمزاد لم يحضره روّاد المقهى. حشروا داخله بين فوضى و ضوضاء و قوانين مربكة. ليعانق الإرهابيّ جنديّا كانا فيما مضى، بحلبة صراع اقتتلا عبرها و ما راعيا هويّة كليهما حتّى لمّا بترت أشلاء و تفاقمت أحزان، ا
اِلتقيا على حلبة المأساة يتجرّعان نكهة الخيبة بطعم النّدم عن لعبة خاضا غمارها دون التّثبّت من قوانينها الجائرة، بل إنّهما كانا ضمن من أسّسوا بعض ركائزها منذ البدء و تماهيا في صقل حيثيّاتها حتّى تبيّن لكليهما بالأخير أنّ البتر لم يشمل فقط جسديهما بل تعدّى ذلك ليشوّه الفكر برأسيهما و قال أحدهما للآخر بحسرة و أسًى؛ "فنحن معطوبو الفكر". و تعانقا ليكملا سيرهما. لكن ترى أيّة وجهة سيتّخذان بنصف عاهة يحملانها و نصف خيبة يجرّانها؟

جغرافيّة النّصّ :

انتقل بتا الكاتب رحو شرقي من مكان الجريمة إلى المقهى. من وسط الرّماد و الرّكام إلى طاولة يتقاسمها جنديّ و إرهابيّ. انتقل بنا بحذق المعاني من دفتر حالة مدنيّة متلف نصفه و متآكل سوادًا بفعل النّيران إلى حلبة صراع تآكلت على إثرها أطراف بشريّة من يد مبتورة إلى ساقين مفقودتين، عبر ذكرى يرسمها الكاتب لبطلين حول طاولة يزعقان بطرف نرد يديرانه وفق لعبة دومينو. بل لقد أخذنا الكاتب من سرير حوى مولودا يحمل إسم "سعيد" كما تنصّ عليه أوراق نصف متلفة بمكتب الحالة المدنيّة إلى مقعدين هزيلين بمقهى بائس و حيث التصقت بهما مؤخّرتا شابّين لم ينهيا حربا شنّاها بين النّيران بحلبة أخرى صارت ماضٍ قريب، فطفقا يسردان تفاصيلها عبر لعبة حيكت على مقاسهما فتجرّعا عبق ندم رفع عنهما كلّ شعور بالسّعادة لمّا تبيّنا عطب فكرهما و قد سارا نحو المسلخة كخروف معصوب العينين.
كلّ هذه الجغرافيّات أو الأماكن المتناقضة و المتشابهة اِعتمدها كاتب النّص ليضعنا بإطار الفكرة الّتي يتمحور حولها السّرد و الّتي أشار إليها منذ البداية و قبل حتّى أن يبرح مكتب الحالة المدنيّة ليرسم إطار الحزن و الألم الّذي يغذّي ملامح الشّخوص محور الأحداث بهذه الرّقع المتفجّرة و الملغومة. بل زاد وصف ملامحهم لمّا أتلف حافلة نقل التّلاميذ، رمز العلم و التّعلّم، ليكتمل رسم الشّخوص الّذين صافحنا بهم لمّا أكّد بعد ذلك أنّهم معطوبي الفكر.
و أهمّ انتقال أخذنا بلجّه الأستاذ رحو، لمّا عانق الماضي بالحاضر، لمّا طفق يتنقّل بين الماضي و الحاضر، مستخدما في ذلك "الإيحاءات"؛ فلمّا يتعلّق الأمر بأحداث وقعت بالماضي يكتفي بإثارة المعاني مستخدما الغموض أو التلاعب بالعبارات. أمّا حين يهمّ الأمر أحداثا تقع بالحاضر، فيكفي سردها بسلاسة و بتلقائيّة لا يستعصي على القارئ البسيط فهمها. فمثل؛ يستعمل الماضي ليصف الرّماد و الرّكام عبر مشهد مريع في قوله: "تفحّمت" الشّاحنات..، "أتلف" آخر ملفّ..، "بترت" يده اليمنى، "أُحيل" على المعاش... و للقارئ أن يكمل حيثيّات الأحداث، أسبابها، و كلّ ملابساتها و ما تزامن معها من أحداث و شخوص ربّما أخر و أماكن مغايرة...
بينما يستعمل المضارع ليصف أحداثا تواترت و استرسلت كما تبدو لعين الكاميرا دون جهد للتخيّل أو التّصوّر أو التّأويل؛ "يتقاسمان" طاولة، "يزمجران" بالزّعيق، "يستمتعان" بكأسين من الشّاي...

بنية النّص :
اعتمد الكاتب، رحو شرقي أسلوبا سلسا لبناء نصّه، فكانت الجمل بسيطة على قدر بساطة المكان و الشّخوص الّذين كانوا يتصرّفون بهدوء داخل مقهى منبوذ لا يحبّذه أهل المدن. يزعق البعض ثمّ سرعان ما تخفت الأصوات لمّا يتبيّن أصحابها أنهم لم يكونوا سوى توابع بسيطة بلعبة كبيرة لم يتقنوا قوانينها فخرجوا منها بخسارات عظيمة بسبب بساطة تفكيرهم المعطوب.
كما اعتمد الكاتب المزج بين السّرد بما يحمله من وصف و تشبيه و العودة إلى الماضي؛ "الفلاش باك" و بين الحوار الّذي اقتصر على ثتائيّين هما؛ أوّلا، الجنديّ و الإرهابيّ.. و ثانيا بين اثنين اجتمعا حول فنجان شاي. و كلّ من هذا الرّباعيّ لم تؤثّث دردشاته غير الخسارات. فبينما كانت خسارة الجندي و الإرهاب أشلاء تركوها بحلبة صراع زُجّوا داخلها، كانت خسارات الثنائيّ الّذي انتصب حول حفلة شاي هزيلة بمقهى أكثر هزالة؛ أن الخاسر هو من سيدفع فيتضاعف حجم الخسارة لتكون المرارة أشدّ وقعا من الألم بحدّ ذاته. ثمّ يتولّد عبر سير النّص ثنائيّ ثالث ليتحدّث عن خسارات إضافيّة، أكّد وقوعها الأوّل أو الرّاوي أنّه رأى مثيلا لهذه المشاهد بأماكن مشابهة فيؤكّد مخاطبه، "يوسف"، تكرار تلك المشاهد بنفس النّسق لتكون استنساخا لأحداث مشابهة برقع أشدّ سوااد و دمارا مضاعفين أكيد لأشخاص يحملون عاهات و بتر و عطب فكريّ مريب.
و تبقى الملحمة متكرّرة يلوكها شخوص تجمعهم أحداث و أحزان. و تبقى الجدران مزدانة بخربشات عربيّة تحكي فصولا مؤلمة و محزنة حتّى لا نقول "مخزية" عن كائنات مرّت من هنا، تشبه الإنسان و لا تشبهه، تحلم بالجنّة و لا تطالها، تخوض غمار لعبة و لا تتقنها، و تعود لتلملم جراحا و تصنّف حالات و لم تعِ بعدُ أنّ هذا الحلم العربي لا يشبه حلما أمريكيّا؛ إذ تحوّل الحلم إلى كابوس قبل أن يكملوا نسجه كمن ينسج عباءة على مقاسه بعدئذ افتكّت أياد غربيّة و غريبة الدّور ليكون النّسيج بمواصفات عالميّة، على مقاس مناسب كما تراه بعيون مغايرة ليناسب جنّة ممنوع الإقتراب منها، و بالتّالي ضمان استمرارها، بمكان ما على البسيطة
و تبقى أحلامنا بسيطة إلى أن يرث اللّه البسيطة و من عليها.
و تبقى أحزاننا أكبر حجم امن أحلامنا البسيطة، لتتّسع الهوّة بينهما ؛ بين الحلم و الحزن. بين جنّة و نار؛ جنّة تدغدغ أحلامنا حتّى نتناحر على رقعة "دومينو" لا نفقه نهايتها من بدايتها، و نار تلسعنا فنعود إلى الجادّة و نصحوَ، لكن بعاهات متعدّدة، متجدّدة، فنرتدي العباءة علّنا نخفي عبرها نصف الجريمة و نصف العاهة و نصف الهويّة
و "سعيد" مثلنا ينتظر محكمة تعيد له نصف ذات دُمّرت و نصف غاهة غطّت روحه، قبل أن تفرّ الرّوح مشمئزّة ليقبع الجسد عاريا بجبّ قاتم.

تحيّتي و تقديري للأستاذ رحو شرقي لهذا النّص الّذي فتح آفاقا و مازال الكثير لولا ضرورة التّوقف للإطالة الّتي اخذت قسطا كبيرا من التحليل و القراءة.

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصل"  الشهري   عددد 7 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص/ ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/05/30/------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل الشهري  ماي  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 7 en format PDF, cliquez sur ce lien

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على السبت, 29 حزيران/يونيو 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :